قالت وهي تحاور زوجها في موضوع التدخين :
زوجي الحبيب!!
ماأعظم خلقك، وأطيب عشرتك ولو أنك استبدلت السجارة بالمسواك لكنت والله أعظم وأطيب!
وقالت أخرى تحاور زوجها في تأخيره للصلاة وتكاسله عنها أحياناً :
ياروحي .. يعلم الله كم اَسَرَني حبُّك ، وسررت بطيب عشرتك وعظيم خلقك ، ولو كان اهتمامك
بالصلاة أكثر وحرصك عليها أكبر لكنت من أسعد الناس بك ، فمتى ياحبيبي أراك حريصاً عليها؟!
وقالت ثالثة وهي في بيت أهلها وقد هجرت زوجها الذي لم تنفع معه الحوارات الساخنة
الهائجة التي كانت ترتفع فيها الأصوات وغالباً ما تنتهي بالصفعات ، قالت في رسالة "جوال"
أرسلتها إلى زوجها جواباً على رسالة له يطلب منها الرجوع لأنه يحبها ..
فكتبت رداً :
أنا أحبك أكثر ، وتعلقي بك أعظم ، ولكن أحبك يوم أراك مصلياً ولأصحاب السوء مجافياً ..
محبتك/أم عيالك ..
ما أجملها من حوارات ، وما أعذبها من عبارات ، تُذِّكر ولكن بلطف ، وتنصح وتسدد ولكن برفق وعطف .
وكثيراً مايفشل الحوار الجاف المتعالي ولو كان بلغة المنطق والبرهان ، بل ربما عجزت الكثير
من النساء عن تحقيق نتيجة أو تغيير موقف أو تعديل سلوك بهذا الأسلوب ، ولكن أثبتت
التجارب أن الحوار بلغة التودد والأحسان أبلغ أثراً وأفضل عاقبة وأسرع استجابة من لغة
المنطق ، كما أنّ اتقان المرأة للغة التودد أفضل من اتقانها للغة الأخرى ،
كما قال تعالى : "أو من ينشّأفي الحليةِ وهو في الخصامِ غير مبين".
ومن مفردات لغة الحوار بالتودد ، التقديم بذكر جميل الزوج وكريم خصاله
ثم ذكر ما يراد تغييره أو نقده بعد ذلك بطريقة لبقة حكيمة .
وحتى تنجحي في الحوار أذكر لك بعض أسباب نجاحه:
1- حسن المناداة باستخدام الألقاب التي تُذكر بالحب والمودة مثل : ياحبيبي .. ياروحي ..
أو اسم الدلال .. فهذا النداء يفتح مغاليق النفس ويهيئها لقبول النصح.
2- الحرص على اللغة الهادئة الحانية وترك الألفاظ النابية واجتناب العبارات الحادة ،
والحذر من رفع الصوت .
3- اختيار الوقت والمكان المناسب لفتح باب الحوار.
4- الإبتعاد عن لغة التهديد والتحدي .. مثل " إما تفعل كذا أو طلقني " ،
" إذا كنت رجل فافعل كذا !! " ..
ونحوها من العبارات التي يكثر تردادها في الحوارات الفاشلة .
5- ذكر الحسنات وعدم إغفالها في مقدمة الحوار وفي ثناياه مما يعين الزوج على قبول
ما تريدين ، ثم هو من العدل والأنصاف التي هي صفة للمسلم.
6- إقفال الحوار عند غلبة الظن بأنه لن يؤدي إلى النتيجة المرجوه ، وذلك بالدعاء بطريقة مؤثرة
مثل " اللهم احفظ أبو فلان واسعده في دنياه وآخرته وأصلحه وأهده إنك على كل شيء قدير "
7- استثمري وسائل واساليب الحوار غير مباشر مثل الرسائل وأشرطة التسجيل
التي يمكن أن تخاطبي بها الزوج وتحاورينه بواسطتها .